الاثنين، 7 فبراير 2011

بحار عينيك ما لهن سواحل
كم أغرقت سفني تلك العيون الكواحل
فنظرة إثر نظرة
أنكرت سماؤك دعائي
وأنكر سحابك المطر
واستسقينا لكن جميعنا آثم
وليس تقبل توبتنا وليس بيننا منتظر

بحار عينيك سندباد مسافر بلا عودة
يجر أذيال المغامرات تحت قدميك
قربان شوق تعتق في مزامير الألم
لكن مارد المصباح أعياه النهار
وأرهقته الظنون في مسارات العدم
قبيل الوصول إلى جزر المستحيل
قبيل الفجر
أناخ أثقاله ومضى

بحار عينيك ما لهن محيط
كم أهلكت أمم قبلهن الأساطير
غارق في فضاء البعد يعرفني
طلل تسرب من مسامات النوى
تكاثف في سحاب العين
نوافذ للمطر

نوافذ عينيك والمطر
ومراكب تنتظر
وحيدين كنا ثالثنا الأرق
فارس من بلاد الشوق أربكه تقلب الريح في عينيك والقلق
وحيدا في بحار الوجد
لا فارس قبلي
لا فارس بعدي
أنا والليل والأهات والكفن

على الثغور من نهديك
كان يعرفني السيف والرمح وتعرفني البطولات في خنادق الموت
وعميقا كتبت في دفتر الجرح انتصاراتي
قاب نهدين أو موتين
طرزت على حلمات المجد بعض من جنوني
غادرت في أحلامك بعض من الموت وجرعات من الصبر
وعيون حبيبتي

منذ أبحرت أول مرة
كانت الرايات والأوسمةزرعي وحصادي
كان جلجامش يهذي في منامي يسقي نبات الخلود بعض الفناء
وأذكر منذ التقيتك
منذ أبحرت أول مرة
أبحرت آخر مرة

كيف أعيد لثغرك بسمته
ولحتفك لحن وداعه الأخير
كيف أعيد لحضنك ضمته
كيف أعيد لتشرين رياحه
كيف أعيد لعينيك زرقتها
وأمواج المحيط

دعيني أذوب في مياه يديك
دعيني أعبر ذرات حنانك
أعبرنص اشتياقي إليك
هذه مراسم موتي
فامنحيني نظرة أتلاشى بها
هبيني بعض الحريق لروحي
أنا أميرك الأخير وفناؤك المحتمل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق