السبت، 11 ديسمبر 2010


رسالة إلى ابني .....

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله المتفرد بالإنعام المتفضل بالإكرام ، خلق الإنسان وكرمه وسخر له كل شئ ، علمه الفصاحة والبيان ، وجعل أدب المسلمين في القرآن .
فالحمد لله بالإسلام ، والحمد لله بالإيمان ، والحمد لله بالمال والأهل والولد ، والحمد لله بالصحة والمعافاة ، والحمد لله بكل نعمة أنعمها في قديم أو حديث . واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلي الله وبارك عليه وعلي آله وأهل بيته الطيبين الطاهرين . أما بعد :
فإني أكتب لك يا أعز الناس ـــ إليك يا فلذة كبدي وحشاشة فؤادي فلكم كنت أتمني أن ترمقك عيناي ويطرب لك قلبي وأنت نطفة لم تخلق بعد ، فأنت الحقيقة بعد حلم ، وأنت الفرحة بعد طول انتظار ، بالأمس لم تكن شيئا مذكورا واليوم أتأمل فيك وأطمع أن تكون غدا في عداد خير الرجال ـــ أنت يا بني أوصاك ربك جل وعلا بطاعتي في كثير من الآيات وقرن طاعتي بطاعته تبارك وتعالي فقال عز وجل
( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ) الإسراء 23 .
وقال تعالي ( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا علي وهن ) لقمان 14
وقال تعالي ( ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها ) الأحقاف 15 .
وأمرك رسول الله بطاعتي وذكر لك أن والدك أوسط أبواب الجنة وأن الجنة تحت أقدام الأمهات ، هل تأملت هذا يا بني ؟ هل فكرت في عظيم حقي عليك وعظيم فضل أمك .
وحذرني ربي منك فقال عز وجل
( إنما أولادكم وأموالكم فتنة ) التغابن 15 .
وقال تعالي
( إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم ) التغابن 14 .
ومع هذا كله تجدني أتحنن عليك وأشفق عليك ، أبكي إن طرقت ليلا وأحزن إن تأخرت ، أظل انتظر عودتك ، أحزن لرسوبك وأفرح لنجاحك ، ما تمنيت أن يتقدم علي أحد من الناس سواك ، ولا تمنيت أن طرقت أو جعلت فداء إلا فداك .
أ فلك يا بني أن تحفظ هذا ، ويا ترى كيف أنت وأوسط أبواب الجنة يوم فراق دنياك ، هل تأملت وأنت تضع يدك في جيبي بكل جرأة وتأخذ ما تريد وذلك علي قلبي أحب من الماء البارد للهيمان الصادي .
أتراك تطيب نفسك لو وضعت يدي في جيبك لآخذ بعض مالك أنسيت أن الولد وماله لوالده .
أتذكر يا بني كم كنت أحملك علي كتفي وظهري ويدي أ فتراك تحملني كما حملتك فيما مضي والجزاء من جنس العمل .
أتذكر يا بني كم كنت تطلب مني الحلوى جوف الليل وفي لهيب الظهيرة وكنت أفزع عجلا لشراء ما تريد والنفس فرحة مسرورة .
أ فتستطيع أن تفعل معي كما فعلت معك ؟ .
يا بني هل تأملت آخر العام كيف يكون وجهي بين الناس حينما تظهر نتائج الناجحين والراسبين ، أ فتراك تعمل لأي النتيجتين ؟.
إنني أعلم يا بني أن الآخرة دار المقر ولكل امرئ ما نوي ولا يجازى أحد بعمل أحد فمن هذا الباب لا أحزن ولكن في الدنيا لم تطاوعني نفسي ، بل كل يوم أ تأمل فيك و أدعو الله لك وأرغب في صلاحك ونجاحك وفلاحك فياترى هل تحب أن تحقق أملي ورغبتي ورجائي ؟. إنك بالجد والمثابرة تستطيع !! فمتي أتراك ستبدأ لتحقيق ذلك ؟.
يابني إنما أنت لبنة في بناء فهل ترى أن البنيان يحسن ويحمل إذا كانت بعض لبناته غير صالحة أو بها أثر من خدش أو كسر .
إنني يابني آمل أن تكون اللبنة الصالحة التي يكتمل بها البنيان . والله أرجو أن يجعلك خيرا مما أرجو هو مولاي وهو يهدي السبيل 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق